مقال مقارنة : مالذي يميز الحقيقة الرياضية عن الحقيقة التجريبية ؟

الثلاثاء مايو 08, 2012 3:28 pm

مقال مقارنة : مالذي يميز الحقيقة الرياضية عن الحقيقة التجريبية ؟

1 - طرح المشكلة تسعى مختلف العلوم على تنوع مجالات بحثها وتنوع مناهجها
الى بلوغ اليقين فمن البديهي أن كل عالم يسعى من خلال جهوده الفكرية
والتجريبية للوصول الى حقائق سواءا اكانت رياضية او تجريبية فالمشكل الذي
يوجهنا هنا هو الحقيقة التي يصل اليها كل منهما اهي واحدة ام انها مختلفة
ومتشابهة فالمشكلة المطروحة هي : ما طبيعة العلاقة بين الحقيقة الرياضية
والتجريبية ؟
2 - محاولة حل المشكلة : ان طبيعة العلاقة بين الحيقيقة
الرياضية والحقيقة التجربية ليست انفصالية واختلافية دائمة فهما يختلافان
في مواطن ويتشبهان في اخرى ويتداخل في النهاية من اجل بلوغ اليقين فمن هذه
الاختلافات :
أ - أوجه الاختلاف : لا
يمكن فهم طبيعة كل من الحقيقة الرياضية والحقيقة التجريبية الى من خلال
معرفة طبيعة موضوعهما ومنهجهما . ان الحقيقة الرياضية ذات طبيعة تجريدية
تبحث في مفاهيم (موضوعها المقدار او الكم المجرد من جهة او العلاقات
المتصلة به من جهة اخرى. اما الحقيقة التجريبية فطبيعتها تشخيصية لانها
تبحث في وقائع- ان الحقيقة الرياضية يقينية دقيقة بينما التجريبية نسبية -
منهج الرياضيات استنتاجي ذو حركة فكرية قد تكون تحليلية ينتقل فيها من
المعقد الى البسيط .
اما المنهج العلوم التجريبية فهو اسقرائي ذو حركة
تركيبية تصاعدية ينتقل من الخاص الى العام او القانون - معيار الصدق في
الرياضيات عدم تناقض الفكر مع ذاته على عكس معيار الصدق في العلوم
التجريبية فيكمن في عدم تناقض الفكر مع الواقع
ب – أوجه التشابه
بالرغم من التباين الموجود الى ان هناك نص كبير بينهما حيث كلاهما معرفة
علمية تهدف الى الوصول لقوانين موضوعية تخدم الانسان في شتى المجالات -
كلاهما يستخدم العقل للكشف عن العلاقات الثابتة في الكون - كلاهما معرفة
غير مباشرة ( استدلالية ) تعتمد على منهج علمي للكشف عن الحقيقة - كلاهما
قد يكون تركيبيا مبدعا طبيعة العلاقة وان كانت العلوم التجريبية تستعين
اكثر بالرياضيات لضبط القوانين بعد تحويل دراستها من كيفية الى كمية

جـ - أوجه التداخل: يوجد تداخل بين منطلقات الحقيقة التجريبية و نتائج
الحقيقة الرياضية وذلك من خلال تطابق الفكر مع ذاته ومع الواقع في ان واحد
فكلهما يكمل الاخر ويرقى به الى درجة اليقين ومصف العلوم الكبيرة
3 -
حل المشكلة : وخلاصة القول نستنتج ان هناك خدمة متبادلة لاجل بلوغ اليقين
العلمي لذلك اعتبر باشلار ان التعارف بين العلوم الرياضية والعلوم الطبيعية
ماهو الا تعارض مشوه ولذلك يرفض الراي الذي يفصل بينهما