- أســــ الذكريات ــــيرالمراقب العام
- عدد المساهمات : 3987
تاريخ التسجيل : 21/10/2010
العمر : 30
مقال حول الحرية والمسؤولية
الثلاثاء مايو 08, 2012 3:06 pm
مقال حول الحرية والمسؤولية :
1- طرح المشكلة :
تعتبر قضية الحرية من اهم القضايا المعروضة للبحث ، وهي قضية مركبة لا
يمكن تجزئتها، اذ ترتبط بالمسؤولية بمعنى انه لا يمكننا طرح قضية الحرية
بمفردها بمعزل عن المسؤولية، وكذلك العكس صحيح، فالمسؤولية مشروطة بالحرية
ولا معنى لها في غيابها،أي انها تثبت بثبوت شرطها وترفع برفعه، وكذلك
الحرية تستوجب قيام المسؤولية.انهما اذن متلازمان في الوجود ولايمكن الفصل
بينهما. أن المشكلة في الحقيقة مزدوجة تدعونا تارة الى الانطلاق من الحرية
كشرط لتأسيس المسؤولية وتارة اخرى الى اعتبار هذه المسؤولية شرطا يبرر
ويستوجب وجود الحرية.ومنه نطرح المشكل :هل الحرية شرط للمسؤولية ؟
2- محاولة حل المشكلة :
- الموقف الاول : الحرية مبدأ وشرط للمسؤولية
يرى اصحاب هذا الموقف بان الحرية هي المبدأ وهس الشرط، وان الحديث عن
المسؤولية لا يستقيم الا بوجود الحرية، ويترتب عن هذا الطرح انه يجب البحث
اولا في الحرية والنتائج التي يخلص اليها البحث هي التي تحدد ثبوت
المسؤولية او عدم ثبوتها، يمثل هذا الطرح مناصرو الحرية ونفاتها واصحاب
الكسب والتوسط وكذلك دعاة التحرر.وارائهم هي :
اليوناني افلاطون: حرية
الاختيار مبدأ مطلق لا يفارق الانسان وهو مبدأ أزلي يتخطى حدود الزمان
والمكان، وقد عبر افلاطون عن هذا المبدأ في صورة اسطورة ملخصها ان الاموات
يطالبون بان يختاروا بمحض حريتهم مصيرا جديدا لتقمصهم القادم وبعد اختيارهم
يشربون من نهر النسيان ثم يعودون الى الارض وق نسوا بانهم هم الذين
اختاروا مصيرهم ويأخذون في اتهام القضاء والقدر في حين ان الله بريء.
المعتزلة في الفكر الاسلامي: ما يدل عندهم على ان الانسان يمارس افعاله
بارادته الحرة هو شعوره بها انها تصدر منه ويتضح ذلك في قولهم(( الانسان
يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف، فأذا اراد الحركة تحرك
واذا اراد السكون سكن.)).كما ان وجود التكليف الشرعي والجزاء الذي يتبعه
دليل آخر على حرية ارادة العبد ودليل على عدل الله.
الفرنسي ديكارت:
الحرية مثبتة بشهادة الشعور وحده من غير حاجة الى ادلة وذلك من خلال قوله((
ان حرية ارادتنا يمكن ان نتعرف اليها بدون ادلة وذلك بالتجربة وحدها التي
لدينا عنها. لكن ديكارت يميز بين حرية الاختيار الحقيقي وحرية اللامبالات،
فالاولى تتم بالاختيار بين عدة بدائل استنادا الى مبررات ذاتية، اما
الثانية ففيها يستوي الضدان((الاثبات والنفي)) بلا رجحان.
الفرنسي
برغسون: يصف الحرية بقوله((انها معطى مباشر للشعور.))، كما ان شعورنا
بالحرية متغير با ستمرار بحيث لا يمكن ان تتكرر حالتان متشابهتان اطلاقا،
وهذا يعني ان الحياة النفسية لا تخضع الى قانون الحتمية، كما ان الفعل الحر
يصدر عن النفس بأجمعها، وليس عن قوة تضغط عليه او عن دافع يتغلب على غيره،
وذلك من خلال قوله(( ان الفعل الحر ليس فعلا ناتجا عن التروي والتبصر، انه
ذلك الفعل الذي يتفجر من اعماق النفس.)).
الفرنسي جون بول سارتر: لا
فرق بين وجود الانسان وحريته، فهو محكوم عليه بالاختيار والمسؤولية وفي ذلك
يقول(( ان الانسان لايوجد اولا ليكون بعد ذلك حرا، وانما ليس ثمة فرق بين
وجود الانسان ووجوده حرا.)) وقال ايضا(( انه كائن اولا ثم يصير بعد ذلك هذا
او ذاك.)).
--- نقد اصحاب الموقف الاول :
ان القول بوجود حرية
مطلقة في غياب كل اكراه داخلي او خارجي هو موقف ميتافيزيقي مجرد لا وجود له
في حياتنا الواقعية، فأرادتنا لا يمكنها ان تقول للشيء كن فيكون، انها لا
تستطيع ان تنفلت خارج الحتميات وتتحدى قوانين الطبيعة والنفس.
كما ان
الشعور بالحرية قد يكون مصدر خداع ووهم كما يصفه الفيلسوف سبينوزا فهو شعور
اشبه ما يكون بحجر رمي به من الفضاء وفي ذلك يقول((لو كان يتوفر على شيء
من الشعور لظن في اثناء رميه وسقوطه نحو الارض انه يقرر مسار قذفته ويختار
المكان والوقت الذي يسقط به.)).
كما نأخذ على الفيلسوف برغسون قوله بحرية الفرد المنعزل عن الآخرين.
كما نسجل على الفرنسي سارتر حذفه لكل تمييز بين افعالنا الحرة منها وغير
الحرة ما دامت الحرية تطابق وجود الانسان،كما انه ينفي الحرية من حيث اراد
ان يثبتها لأنه يعتبر ان الانسان محكوم عليه بالاختيار.
-- الموقف الثاني :المسؤولية مبدأ وشرط للحرية
وعلى النقيض من ذلك يرى اصحاب هذا الموقف ان وجود الحتمية يجعل من
المسؤولية شرط للحرية مثل :الحتمية الفيزيائية: الانسان مثله مثل جميع
المخلوقات لا يعدو ان يكون جسما يخضع لقانون الجاذبية ويتأثر بالعوامل
الطبيعية من حرارة وبرودة..الخ
الحتمية الفيزيولوجية: وتتمثل في تأثير
المعطيات الوراثية وتأثير الغدد الصماء والجملة العصبية وهي التي تحدد
الجنس والخصائص الجسمية.
الحتمية النفسية: وتتمثل في تأثير الجانب اللاشعوري وتوجيهه للسلوك وهذا ما بينته نتائج التحليل النفسي عن النمساوي سيغموند فرويد.
الحتمية الاجتماعية: يؤكد علماء الاجتماع ان التصورات والافكار والافعال
الصادرة عن الفرد راجعة الى تأثير المكتسبات الاجتماعية من عادات وقيم
واخلاق التي تشكل في مجموعها الظمير الجمعي.
الحتمية الميتافيزيقية:
وتتمثل في جبرية القضاء والقدر، قال بها الجهمية حيث ذهبوا الى ان افعال
الانسان ليست اختيارية انما يخلقها الله فينا على حسب ما يخلق في سائر
الجمادات، والافعال تنسب الينا مجازا كما تنسب الى الجمادات، فكما يقال
اثمرت الشجرة وجرى الماء وتحرك الحجر وطلعت الشمس او غربت كذلك يقال سافر
فلان او نجح فلان....الخ.
.أنصار التوسط بين الجبر والاختيار
موقف الاشاعرة: يرى الاشعري ان الافعال الصادرة عن الانسان مشاركة بين الانسان وخالقه، فالانسان يريد الفعل والله يخلقه.
الرواقيون: الانسان يعيش عالمين عالم داخلي قوامه الحرية أي انه حر امام
ذاته وعالم خراجي قوامه الضرورة، أي ليس حرا امام العالم الخارجي لأنه لا
يستطيع ان يؤثر في الاشياء الخارجية. واذا كان الرواقيون قد حاولوا التوفيق
بين الضرورة والحرية فأن الضرورة تبقى هي الاصل في كل الاشياء، اما الحرية
فأنها تكتسب من خلال موافقة الانسان لقوانين الكون ومحاولة فهمها لا
معارضتها.
الالماني كارل مار كس وصديقه فريدريك انجلز: يتمثل التحرر من
خلال معرفة الانسان لمختلف القوانين الحتمية واستغلال نتائجها من الناحية
التطبيقية، وفي هذا السياق قال ماركس((الحرية وعي بالضرورة))وقال
انجلز((فالانسان لم يكن يتميز عن الحيوان لان سيطرته على نفسه وعلى الطبيعة
لم تكن بعد قد تحققت وبالتالي فان حظه من الحرية لم يكن يزيد عن حظ
الحيوان منها، لكن المؤكد ان كل خطوة خطاها في سبيل الحضارة لم تكن سوى
مرحلة من مراحل تحرره.)).
الشخصانية:باعتبارها فلسفة عمل وتحرر بقول
رائدها ايمانويل موني((ان الحرية لا تكتسب بمضادة الطبيعة انما تكتسب
بالانتصار عليها وبها.)).
---- نقد اصحاب الموقف الثاني :
ان
الاقرار بالحتمية لايعني تكبيل ارادة الانسان ورفع المسؤولية عنه، فهناك
فرق بين عالم الاشياء وعالم الانسان، فالاول يستجيب آليا لنظام الطبيعة
والثاني يستجيب له وهو كله وعي واكثر من ذلك يستطيع ان يسخر لنفسه قوانين
الطبيعة حسب ارادته بعد معرفتها والتحكم فيها، فالحتمية لاتتنافى مع الحرية
ان هي اخذت في هذا السياق على انها تحرر.
كما ان القول مع الجهمية ان
ادعاء الحرية يتعارض شرعا مع مسألة الايمان بالقضاء والقدر، قول يناقض
التكليف الشرعي وما يتبعه من جزاء، كما انه قول يدعو الى التواكل
والاستسلام والافلات من الواجب والمسؤولية.كما ان استعراض الحتميات
ومناقشتها لنا ان نتساءل كيف تقوم المسؤولية والشرط الذي يؤسسها لم يتأكد،
اذ ليس من المعقول الحديث عن شيء يتوقف ثبوته او نفيه على امر مجهول، ومع
ذلك تبقى المسؤولية-كما سنرى-في منطوق الطرح الثاني قائمة يتحملها الانسان
بوصفه انسانا.
التركيـب:
يعرف الانسان بخاصية المسؤولية اكثر منه
بخاصية الحرية، فالمسؤولية تنصب على الانسان اولا بدون التساؤل عن شروطها،
فعندما يكلفك استاذك القيام بواجب مدرسي لا يسألك هل انت حر أم لا، انه
يفترض وجودها مسبقا، كما تظهرالمسؤولية عند اعتذارنا عن اخطاء ارتكبناها في
حق الغير من دون ان نقصد الى فعل ذلك.
كما ان ما يهم القاضي بالدرجة
الاولى هو معرفة من قام بالفعل وما الذي ترتب عن الفعل من نتائج اكثر من
اهتمامه بدوافع الفعل، رغم اخذ القاضي بها بعين الاعتبار كظروف مخففة.
وما يؤكد مسؤولية الانسان ان الله جعله خليفته في الارض ومنحه عقلا يميز به
بين الخير والشر وارادة يوجهها كيفما يريد وذلك جلي في قوله تعالى في سورة
الاحزاب72((أنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان
يحملنها وأشفقنا منها وحملها الانسان، انه كان ظلوما جهولا.)).
3- حل
المشكلة : ان موضوع المسؤولية والحرية يرتبط اشد الارتباط بجوهر الانسان،
فكما اننا نقول في مجال الفلسفة ان الانسان حيوان عاقل مهما كانت حدوده
الزمكانية، ومهما كانت ظروفه وسنه وجنسه، نقول ايضا انه كائن مسؤول بقطع
النظر عن وضعه واحواله وسنه وجنسه.
مع الشكر الخالص الأستاذ الذي بذل جهده وتعب من اجل كتباته
من يريد ان يستفيد يزور صفحننا على الفايس بوك : الفلسفة طريق النجاح
1- طرح المشكلة :
تعتبر قضية الحرية من اهم القضايا المعروضة للبحث ، وهي قضية مركبة لا
يمكن تجزئتها، اذ ترتبط بالمسؤولية بمعنى انه لا يمكننا طرح قضية الحرية
بمفردها بمعزل عن المسؤولية، وكذلك العكس صحيح، فالمسؤولية مشروطة بالحرية
ولا معنى لها في غيابها،أي انها تثبت بثبوت شرطها وترفع برفعه، وكذلك
الحرية تستوجب قيام المسؤولية.انهما اذن متلازمان في الوجود ولايمكن الفصل
بينهما. أن المشكلة في الحقيقة مزدوجة تدعونا تارة الى الانطلاق من الحرية
كشرط لتأسيس المسؤولية وتارة اخرى الى اعتبار هذه المسؤولية شرطا يبرر
ويستوجب وجود الحرية.ومنه نطرح المشكل :هل الحرية شرط للمسؤولية ؟
2- محاولة حل المشكلة :
- الموقف الاول : الحرية مبدأ وشرط للمسؤولية
يرى اصحاب هذا الموقف بان الحرية هي المبدأ وهس الشرط، وان الحديث عن
المسؤولية لا يستقيم الا بوجود الحرية، ويترتب عن هذا الطرح انه يجب البحث
اولا في الحرية والنتائج التي يخلص اليها البحث هي التي تحدد ثبوت
المسؤولية او عدم ثبوتها، يمثل هذا الطرح مناصرو الحرية ونفاتها واصحاب
الكسب والتوسط وكذلك دعاة التحرر.وارائهم هي :
اليوناني افلاطون: حرية
الاختيار مبدأ مطلق لا يفارق الانسان وهو مبدأ أزلي يتخطى حدود الزمان
والمكان، وقد عبر افلاطون عن هذا المبدأ في صورة اسطورة ملخصها ان الاموات
يطالبون بان يختاروا بمحض حريتهم مصيرا جديدا لتقمصهم القادم وبعد اختيارهم
يشربون من نهر النسيان ثم يعودون الى الارض وق نسوا بانهم هم الذين
اختاروا مصيرهم ويأخذون في اتهام القضاء والقدر في حين ان الله بريء.
المعتزلة في الفكر الاسلامي: ما يدل عندهم على ان الانسان يمارس افعاله
بارادته الحرة هو شعوره بها انها تصدر منه ويتضح ذلك في قولهم(( الانسان
يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف، فأذا اراد الحركة تحرك
واذا اراد السكون سكن.)).كما ان وجود التكليف الشرعي والجزاء الذي يتبعه
دليل آخر على حرية ارادة العبد ودليل على عدل الله.
الفرنسي ديكارت:
الحرية مثبتة بشهادة الشعور وحده من غير حاجة الى ادلة وذلك من خلال قوله((
ان حرية ارادتنا يمكن ان نتعرف اليها بدون ادلة وذلك بالتجربة وحدها التي
لدينا عنها. لكن ديكارت يميز بين حرية الاختيار الحقيقي وحرية اللامبالات،
فالاولى تتم بالاختيار بين عدة بدائل استنادا الى مبررات ذاتية، اما
الثانية ففيها يستوي الضدان((الاثبات والنفي)) بلا رجحان.
الفرنسي
برغسون: يصف الحرية بقوله((انها معطى مباشر للشعور.))، كما ان شعورنا
بالحرية متغير با ستمرار بحيث لا يمكن ان تتكرر حالتان متشابهتان اطلاقا،
وهذا يعني ان الحياة النفسية لا تخضع الى قانون الحتمية، كما ان الفعل الحر
يصدر عن النفس بأجمعها، وليس عن قوة تضغط عليه او عن دافع يتغلب على غيره،
وذلك من خلال قوله(( ان الفعل الحر ليس فعلا ناتجا عن التروي والتبصر، انه
ذلك الفعل الذي يتفجر من اعماق النفس.)).
الفرنسي جون بول سارتر: لا
فرق بين وجود الانسان وحريته، فهو محكوم عليه بالاختيار والمسؤولية وفي ذلك
يقول(( ان الانسان لايوجد اولا ليكون بعد ذلك حرا، وانما ليس ثمة فرق بين
وجود الانسان ووجوده حرا.)) وقال ايضا(( انه كائن اولا ثم يصير بعد ذلك هذا
او ذاك.)).
--- نقد اصحاب الموقف الاول :
ان القول بوجود حرية
مطلقة في غياب كل اكراه داخلي او خارجي هو موقف ميتافيزيقي مجرد لا وجود له
في حياتنا الواقعية، فأرادتنا لا يمكنها ان تقول للشيء كن فيكون، انها لا
تستطيع ان تنفلت خارج الحتميات وتتحدى قوانين الطبيعة والنفس.
كما ان
الشعور بالحرية قد يكون مصدر خداع ووهم كما يصفه الفيلسوف سبينوزا فهو شعور
اشبه ما يكون بحجر رمي به من الفضاء وفي ذلك يقول((لو كان يتوفر على شيء
من الشعور لظن في اثناء رميه وسقوطه نحو الارض انه يقرر مسار قذفته ويختار
المكان والوقت الذي يسقط به.)).
كما نأخذ على الفيلسوف برغسون قوله بحرية الفرد المنعزل عن الآخرين.
كما نسجل على الفرنسي سارتر حذفه لكل تمييز بين افعالنا الحرة منها وغير
الحرة ما دامت الحرية تطابق وجود الانسان،كما انه ينفي الحرية من حيث اراد
ان يثبتها لأنه يعتبر ان الانسان محكوم عليه بالاختيار.
-- الموقف الثاني :المسؤولية مبدأ وشرط للحرية
وعلى النقيض من ذلك يرى اصحاب هذا الموقف ان وجود الحتمية يجعل من
المسؤولية شرط للحرية مثل :الحتمية الفيزيائية: الانسان مثله مثل جميع
المخلوقات لا يعدو ان يكون جسما يخضع لقانون الجاذبية ويتأثر بالعوامل
الطبيعية من حرارة وبرودة..الخ
الحتمية الفيزيولوجية: وتتمثل في تأثير
المعطيات الوراثية وتأثير الغدد الصماء والجملة العصبية وهي التي تحدد
الجنس والخصائص الجسمية.
الحتمية النفسية: وتتمثل في تأثير الجانب اللاشعوري وتوجيهه للسلوك وهذا ما بينته نتائج التحليل النفسي عن النمساوي سيغموند فرويد.
الحتمية الاجتماعية: يؤكد علماء الاجتماع ان التصورات والافكار والافعال
الصادرة عن الفرد راجعة الى تأثير المكتسبات الاجتماعية من عادات وقيم
واخلاق التي تشكل في مجموعها الظمير الجمعي.
الحتمية الميتافيزيقية:
وتتمثل في جبرية القضاء والقدر، قال بها الجهمية حيث ذهبوا الى ان افعال
الانسان ليست اختيارية انما يخلقها الله فينا على حسب ما يخلق في سائر
الجمادات، والافعال تنسب الينا مجازا كما تنسب الى الجمادات، فكما يقال
اثمرت الشجرة وجرى الماء وتحرك الحجر وطلعت الشمس او غربت كذلك يقال سافر
فلان او نجح فلان....الخ.
.أنصار التوسط بين الجبر والاختيار
موقف الاشاعرة: يرى الاشعري ان الافعال الصادرة عن الانسان مشاركة بين الانسان وخالقه، فالانسان يريد الفعل والله يخلقه.
الرواقيون: الانسان يعيش عالمين عالم داخلي قوامه الحرية أي انه حر امام
ذاته وعالم خراجي قوامه الضرورة، أي ليس حرا امام العالم الخارجي لأنه لا
يستطيع ان يؤثر في الاشياء الخارجية. واذا كان الرواقيون قد حاولوا التوفيق
بين الضرورة والحرية فأن الضرورة تبقى هي الاصل في كل الاشياء، اما الحرية
فأنها تكتسب من خلال موافقة الانسان لقوانين الكون ومحاولة فهمها لا
معارضتها.
الالماني كارل مار كس وصديقه فريدريك انجلز: يتمثل التحرر من
خلال معرفة الانسان لمختلف القوانين الحتمية واستغلال نتائجها من الناحية
التطبيقية، وفي هذا السياق قال ماركس((الحرية وعي بالضرورة))وقال
انجلز((فالانسان لم يكن يتميز عن الحيوان لان سيطرته على نفسه وعلى الطبيعة
لم تكن بعد قد تحققت وبالتالي فان حظه من الحرية لم يكن يزيد عن حظ
الحيوان منها، لكن المؤكد ان كل خطوة خطاها في سبيل الحضارة لم تكن سوى
مرحلة من مراحل تحرره.)).
الشخصانية:باعتبارها فلسفة عمل وتحرر بقول
رائدها ايمانويل موني((ان الحرية لا تكتسب بمضادة الطبيعة انما تكتسب
بالانتصار عليها وبها.)).
---- نقد اصحاب الموقف الثاني :
ان
الاقرار بالحتمية لايعني تكبيل ارادة الانسان ورفع المسؤولية عنه، فهناك
فرق بين عالم الاشياء وعالم الانسان، فالاول يستجيب آليا لنظام الطبيعة
والثاني يستجيب له وهو كله وعي واكثر من ذلك يستطيع ان يسخر لنفسه قوانين
الطبيعة حسب ارادته بعد معرفتها والتحكم فيها، فالحتمية لاتتنافى مع الحرية
ان هي اخذت في هذا السياق على انها تحرر.
كما ان القول مع الجهمية ان
ادعاء الحرية يتعارض شرعا مع مسألة الايمان بالقضاء والقدر، قول يناقض
التكليف الشرعي وما يتبعه من جزاء، كما انه قول يدعو الى التواكل
والاستسلام والافلات من الواجب والمسؤولية.كما ان استعراض الحتميات
ومناقشتها لنا ان نتساءل كيف تقوم المسؤولية والشرط الذي يؤسسها لم يتأكد،
اذ ليس من المعقول الحديث عن شيء يتوقف ثبوته او نفيه على امر مجهول، ومع
ذلك تبقى المسؤولية-كما سنرى-في منطوق الطرح الثاني قائمة يتحملها الانسان
بوصفه انسانا.
التركيـب:
يعرف الانسان بخاصية المسؤولية اكثر منه
بخاصية الحرية، فالمسؤولية تنصب على الانسان اولا بدون التساؤل عن شروطها،
فعندما يكلفك استاذك القيام بواجب مدرسي لا يسألك هل انت حر أم لا، انه
يفترض وجودها مسبقا، كما تظهرالمسؤولية عند اعتذارنا عن اخطاء ارتكبناها في
حق الغير من دون ان نقصد الى فعل ذلك.
كما ان ما يهم القاضي بالدرجة
الاولى هو معرفة من قام بالفعل وما الذي ترتب عن الفعل من نتائج اكثر من
اهتمامه بدوافع الفعل، رغم اخذ القاضي بها بعين الاعتبار كظروف مخففة.
وما يؤكد مسؤولية الانسان ان الله جعله خليفته في الارض ومنحه عقلا يميز به
بين الخير والشر وارادة يوجهها كيفما يريد وذلك جلي في قوله تعالى في سورة
الاحزاب72((أنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان
يحملنها وأشفقنا منها وحملها الانسان، انه كان ظلوما جهولا.)).
3- حل
المشكلة : ان موضوع المسؤولية والحرية يرتبط اشد الارتباط بجوهر الانسان،
فكما اننا نقول في مجال الفلسفة ان الانسان حيوان عاقل مهما كانت حدوده
الزمكانية، ومهما كانت ظروفه وسنه وجنسه، نقول ايضا انه كائن مسؤول بقطع
النظر عن وضعه واحواله وسنه وجنسه.
مع الشكر الخالص الأستاذ الذي بذل جهده وتعب من اجل كتباته
من يريد ان يستفيد يزور صفحننا على الفايس بوك : الفلسفة طريق النجاح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى