- abfelhamid10الاعضاء
- عدد المساهمات : 5055
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
ابن الملك و أصحابه
الثلاثاء فبراير 28, 2012 1:02 pm
<blockquote class="postcontent restore " align="right"> زعموا أن أربعة نفر أصطحبوا في طريق واحد ، أحدهم ابن ملك ، و الثاني ابن تاجر ، و الثالث ابن شريف ذو جمال ، و الرابع ابن أكار ( الحراث ) ، و كانوا جميعا محتاجين ، و قد أصابهم ضرر و جهد شديد في موضع غربة لا يملكون الا ما عليهم من الثياب ، فبينما هم يمشون اذ فكروا في أمرهم ، و كان كل انسان منهم راجعا الى طباعه ، و ما كان يأتيه منه الخير ، قال ابن الملك : ان أمر الدنيا كله بالقضاء و القدر ، و الذي قدر على الانسان يأتيه على كل حال ، و الصبر للقضاء و القدر و انتظارهما أفظل الأمور . و قال ابن التاجر : العقل أفضل من كل شيئ ، و قال ابن الشريف : الجمال أفضل مما ذكرتم ، ثم قال ابن الأكار : ليس في الدنيا أفضل من الاجتهاد في العمل . فلما قربوا من مدينة يقال لها - مطرون - جلسوا في ناحية منها يتشاورون ، فقالوا لابن الأكار : انطلق فأكتسب لنا باجتهادك طعاما ليومنا هذا ، فنطلق ابن الأكار ، و سأل عن عمل اذا عمله الانسان يكتسب فيه طعام أربعة نفر ، فعرفه أنه ليس من تلك المدينة شيئ أعز من الحطب ، و كان الحطب منها على فرسخ ، فانطلق ابن الأكار فأحتطب طنا من الحطب ، و أتى به المدينة فباعه بدرهم و أشترى به طعاما ،و كتب على باب المدينة عمل يوم واحد اذا اجتهد فيه الرجل منحناه قيمته درهما . ثم انطلق الى أصحابه بالطعام فأكلوا ، فلما كان من الغد ، قالوا ، ينبغي للذي قال انه شيئ أعز من الجمال أن تكون نوبته ، فأنطلق ابن الشريف ليأتي المدينة ، ففكر في نفسه ، و قال : أنا لست أحسن عملا فما يدخلني المدينة !؟ ثم استحيا أن يرجع الى أصحابه بغير طعام و هم بمفارقتهم . فانطلق حتى أسند ظهره الى شجرة عظيمة فغلبه النوم فنام ، فمر به رجل من عظماء المدينة ، فرافقه جماله ، و توسم فيه شرف النجار ( الأصل ) ، فرق له و منحه خمسمائة درهم ، فكتب على باب المدينة جمال يوم واحد يساوي خمسمائة درهم ، و أتى بالدراهم لأصحابه . فلما أصبحوا في اليوم الثالث ، قالوا لابن التاجر : انطلق أنت فأطلب لنا بعقلك و تجارتك ليومنا هذا شيئا ، فأنطلق ابن التاجر فلم يزل حتى بصر بسفينة من سفن البحر كثيرة المتاع قد قدمت الى الساحل ، فخرج اليها جماعة من التجار يريدون أن يبتاعوا مما فيها من المتاع ، فجلسوا يتشاورون في ناحية من المركب و قال بعضهم لبعض : أرجعوا يومنا هذا لا نشتري منهم شيئا حتى يكسد المتاع عليهم فيرخصوه علينا ، مع أننا محتاجون اليه ، و سيرخص . فخالف الطريق و جاء الى أصحاب المركب ، فأبتاع منهم ما فيه بمائة ألف دينار نسيئة ( الى أجل ) و أظهر أنه يريد أن ينقل متاعه الى المدينة أخرى ، فلما سمع التجار ذلك خافوا أن يذهب ذلك المتاع من أيديهم ، فأربحوه على ما أشتراه مائة ألف درهم ، و أحال عليهم أصحاب المركب بالباقي ، و حمل ربحه الى أصحابه و كتب على باب المدينة : عقل يوم واحد يساوي ثمنه ألف درهم . فلما كان اليوم الرابع قالوا لابن الملك : انطلق أنت و أكتسب لنا بالقضاء و القدر . فأنطلق ابن الملك حتى أتى الى باب المدينة فجلس على متكأ في باب المدينة ، و أتفق أن ملك تلك الناحية مات ، و لم يخلف ولدا و لا أحدا ذا قرابة ، فمروا عليه بجنازة الملك ، ولم يحزنه ، و كلهم حزنوا ، فأنكروا حاله و شتمه البواب ، و قال له : من أنت يا هذا ؟ و ما يجلسك على باب المدينة و لا نراك تحزن ؟ و طرده البواب عن الباب ، فلما ذهبوا عاد الغلام فجلس مكانه ، فلما دفنوا الملك و رجعوا بصر البواب فغضب ، و قال له : ألن أنهيك عن الجلوس في هذا الموضع ؟ و آخذه فحبسه ، فلما كان الغد اجتمع أهل تلك المدينة يتشاورون فيمن يملكونه عليهم ، و كل منهم يتطاول ينظر صاحبه و يختلفون بينهم ، فقال لهم البواب : أني رأيت أمس غلاما جالسا على الباب ، و لم أراه يحزن لحزننا ، فكلمته فلم يجبني ، فطردته عن الباب ، فلما عدت رأيته جالسا ، فأدخلته السجن مخافة أن يكون عينا ، فبعثت أشراف أهل المدينة الى الغلام فجاءوا به ، و سألوه عن حاله ، و ما أقدمه الى مدينتهم . فقال : أنا ابن الملك ( فويران ) ، وانه لما مات والدي غلبني أخي على الملك ، فهربت من يده حذرا على نفسي حتى انتهيت الى هذه الغاية ، فلما ذكر الغلام ما ذكر من أمره عرفه من كان يغشى أرض أبيه منهم ، و أثنوا على أبيه خيرا ، ثم ان الأشراف أختاروا الغلام أن يملكوه عليهم و رضوا به ، و كان لأهل تلك المدينة سنة اذا ملكوا عليهم ملكا حملوه على فيل أبيض ، و طافوا به حوالي المدينة ، فلما فعلوا به ذلك مر بباب المدينة فرآى الكتابة على الباب فامر أن يكتسب : ان الاجتهاد و الجمال و العقل و أصاب الرجل في الدنيا من خير أو شر انما هو بقضاء و قدر من الله عزوجل . ثم انطلق الى مجلسه فجلس على سرير ملكه ، و أرسل أصحابه الذين كان معهم فأحضرهم ، فأشرك صاحب العقل مع الوزراء ، وضم صاحب الاجتهاد الى أصحاب الزرع ، و أمر لصاحب الجمال بمال كثير ، ثم نفاه كي لا يفتتن به ، ثم جمع علماء أرضه و ذوي الرأي منهم ، و قال لهم : أما أصحابي فقد تيقنوا أن الذي رزقهم الله - سبحانه و تعالى - من الخير انما هو بقضاء الله و قدره ، فأن الذي منحني ألله لي لم يكن لا بجمال و لا بعقل و لا باجتهاد ... </blockquote> | |
|
- تاج الياسمينالمشرف العام
- عدد المساهمات : 8574
تاريخ التسجيل : 16/08/2010
الموقع : https://choob.yoo7.com
رد: ابن الملك و أصحابه
الثلاثاء فبراير 28, 2012 4:27 pm
الف شكر على القصة القيمة اخي
تحيااتي
تحيااتي
- abfelhamid10الاعضاء
- عدد المساهمات : 5055
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
رد: ابن الملك و أصحابه
الثلاثاء فبراير 28, 2012 5:47 pm
العفوووووووووووووووو اختي تاااااااااااااااااااج تحياااااااااااااااتي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى