منتدى الشعوب
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الشعوب
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى
منتدى الشعوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
جعفر مصطفى
جعفر مصطفى
الاعضاء
عدد المساهمات : 172
تاريخ التسجيل : 22/07/2011

يوسف بن هاني Empty يوسف بن هاني

الأربعاء سبتمبر 07, 2011 1:17 pm
لم تكن القرية التي عاش فيها يوسف بن هاني
و أسرته مميّزة عن بقيّة القرى في المنطقة.
و لم يكن هناك ما هو غير عادي فيما يتعلق بيوسف وبأفراد أسرته: فهو كان يدير متجرا
ً صغيرا ً بالكاد يؤمّن له ولأسرته ما يكفي من المال للنهوض بأعباء الحياة. في
الواقع، لم يكن عند عمر أبدا ً ربح كاف ٍ لتطوير عمله هذا.



وذات يوم، عرف يوسف من صديق أنّ فرص العمل
متاحة بوفرة في البلد المجاور. وقيل له أنّه سيحصل على أجر جيد، وسيتمكن من رعاية
أسرته وتوفير المال للمستقبل.



كان تحمّس عمر للفكرة عظيماً جدا ً حتى أنه
قرر أن يبحث عن قدَرِه في تلك البلاد الجديدة. وبثمن بيع متجره تمكّن من دفع نفقات
السفر ومن الإنفاق على حاجيّات أسرته ومن
تأمين رصيد حساب يساعده على الاستقرار في بلده الجديد.



وإثر وصوله، عثر يوسف على غرفة يسكن فيها،
ودفع عربوناً مقدّماً، وبدأ رحلة طويلة من البحث عن عمل. ولسوء الحظ، كان ماله يأخذ
بالتناقص يوماً بعد يوم.



ومن دون أن ينفق شيئاً ما، كيف له أن يحصل
على حاجته من الطعام؟ ولكن، من دون كسب المال، من أين له أن ينفق المال؟ أدرك يوسف
على الفور أنّه يعوزه المال اللازم لدفع أجر الغرفة.



وبعد مرور شهرين، جاء مالك الغرفة ليقبض
ماله من يوسف. وكانت لحظة ً مُحرِجة ً جداً بالنسبة له، فقال "يا سيد، أرجوك
أن تصبر عليّ َ؛ فأنا لم أجد عملا ً حتى الآن، ولهذا فأنا عاجز عن دفع المال الذي
أدين به لك"
. وإذ كان مالك الغرفة رجلا ً لطيفاً دمث الأخلاق
نظر إلى يوسف بعطف ووافق
على تأجيل استلام المال منه.



ومرة أخرى بحث يوسف عن عمل، لكنّه لم يجد
أيّة فرصة عمل. وبحلول الشهر الثالث، أدرك أنّه لم يعد يملك شيئا ً على الإطلاق
إلا الهموم والديون.



ومرة أخرى، عاد مالك الغرفة؛ فانتاب
المستأجرَ شعور بالخجل الشديد. ثم كسر الصمت المطبق، و قال، "يا سيد، يقول
الناس عنك أنّك رجل كريم ورحيم . فاعف عن دين الثلاثة الأشهر السالفة. ومنذ الآن،
أعدك أن أدفع لك كل مستحقاتي"
.



فأجاب المالك، "صحيح أنني رجل كريم
ورحيم، لكنني رجل عادل ومنصف. يجب عليك أن تدفع دينك؛ وذلك لأنّ دفع ديون المستقبل
لن يعفيك من دفع ديونك الماضية. و اسمح لي أن أنصحك أن لا تدع ديونك تزيد يوما ً بعد
يوم فتخنقك"
. وبهذه الكلمات، ترك المالك يوسف يفكر في طريقة للخروج من مأزقه
هذا.



مرّ المزيد من الوقت. وعند بداية العيد، لم
يكن ليوسف أيّ طعام مميّز يتناوله احتفالا ً بالعيد – ما خلا كسرا ً من الخبز
الجاف. بالطبع، كان عليه دينٌ متزايدٌ يقضّ مضجعه ويُلقي بثقله على كاهله. وإذ كان
لا يشكّ في أنّ المالك سيعود من جديد للمطالبة بماله بعد موسم الأعياد، كان يرتاع
لقدوم ذلك الوقت، إذ كان يعلم علم اليقين أنّه فيما لو لم يدفع المال، فإنّه سيجد
نفسه متشرّدا ً غريبا ً في أحد شوارع المدينة.



انتهت الأعياد، ولم يكن ليوسف طعام فاخر
ولا ثياب جديدة يرتديها. وإذ راح يطلب العون من أصدقائه واحدا ً تلو الآخر، سمع
الإجابة عينها من الجميع، " يا أخي، إنّنا جميعا ً في المأزق نفسه، وأنا لا يمكنني
أن أعطيك ما هو ليس بملكي، فأنا واقع تحت ديون مثلك تماما ً، وأنتظر مصيري"
.



لهذا توقّف يوسف عن محاولة الاستدانة. وصام
في اليوم التالي، وركع واضعاً رأسه بين يديه، و أخذ يتأمل في مصيره المحتوم ساعة الحساب.
وتحول يأسه من الحزن إلى الغضب والكراهية.



وتماما ً كما توقع يوسف، سمع قرع الباب في
ذلك المساء. وعندما فتح الباب، لم يجد المالك، بل وجد ابنه نيابة ً عنه.



وإذ كان يوسف يستشيط غضباً،
أخبر ضيفَه بأنه لم يكن يتمنى أن يراه. وبالرغم من الاستقبال الجافّ، مد ّ الضّيف
يد الصداقة إلى يوسف. وكانت كلماته اللطيفة تهدّئ من غضب أيّ كان.



"يا أخي، أنا لست هنا لأوبّخك بل
لأبشرك ببشرى سارّة. نعلم أنا وأبي بظروفك الصعبة، ونحن نأسف لحالك هذه. كما نعلم
أنّ حزنك يزداد أيضا ً بسبب بعدك عن وطنك وأسرتك. صحيح أنّ أبي عادل يحبّ الحق وأنّه
لا يستطيع ببساطة أن يمحي دينك. لكن بسبب
رأفته بك، فقد شجعني على بيع قطعة أرض من نصيبي من الميراث لأجلك"
.



"وهذا ما فعلته. والمال الذي يفي دينك
معي الآن"
، قال هذا وهو يمدّ يده في جيبه، و قال، "أنا أعطيه لك بكل
سرور. غدا ً تذهب إلى أبي وتعطيه هذا المال بكلّ جرأة وثقة. أتركك في رعاية
القدير"
.



ولسوء الحظ، قام يوسف بعمل لا يمكن تصوّره
على الإطلاق: فبدلا ًمن أن يشعر بالشكر والامتنان، أخذ يحدّق في مَن عرض عليه
المال، وأجاب بكل غرور، "لا لي علاقة بمالك هذا، وأنا لست بحاجة إلى
مساعدتك"
، قال هذا وهو يرفع ذقنه بكل عناد، ثمّ تابع قائلا ً، "عندما
أقابل أباك، سأتدبّر أمري. خذ مالك وانصرف !"



رمى يوسف بالمال إلى الأرض، ودفع بضيفه
باتجاه الباب. بقي ابن المالك صامتا ً. وإذ نظر إلى يوسف بحزن، أخذ ماله بكل
هدوء وغادر المكان.



وفي اليوم التالي، حضر المالك. وبالرغم من
أن ّ يوسف لم يزل غاضبا ً ومرتبكاً ، لم يكن بوسعه فعل شيء إلا أن يلقي بنفسه عند
قدمي المالك متوسلا ً الرحمة والعفو.



عندئذ، قال المالك بحزم، "ليلة أمس
أرسلت لك بالرحمة والصفح في شخص ابني،
وأنت لم تقبلها ولا قبلته. لم تعد لك الآن أية فرصة أخرى: فليس عندي أية وسيلة
أخرى يمكنني بواسطتها أن أنعم عليك برحمتي"
.



ماذا بوسع يوسف أن يقول؟ ففي تلك الساعة
عينها، طرده المالك من البيت إلى الشارع، وأُقفل الباب. أخذ يوسف ينتقل من بيت إلى
آخر، ومن بلدة إلى أخرى، وهو يستعطي الطعام والمأوى أو حتى أن يعمل مقابل أن يبقى
على قيد الحياة. ولكن حان اليوم الذي مات فيه يوسف بكل يأس متأثرا ً بالجوع والبرد
بعيدا ًعن وطنه وأهله وأحبائه.



المغزى الروحي


أيّها القارئ العزيز، هل أنت مثل يوسف بن
هاني؟ فمن الوقت الذي بدأتَ فيه بتمييز الخير من الشر، أخذ دينك أمام الخالق يتزايد
باستمرار. وكثيرا ً ما قمت بأمور يحرّمها الإله الحقيقي، وأهملت القيام بأمور
يطلبها. ومن وقت لآخر، كنت تقرر أن تعمل خيرا ً لا شرّاً وبعمل هذا كنت تظنّ أنّ الخالق سيمحو دينك.



لكنّك ما تزال تتوق إلى سلام القلب، حتى
أنّ نواياك الحسنة وتوبتك وأصوامك وصلواتك لا تقدر أبدا ً أن تفي بديون ماضيك.
فقيامك بالأعمال الصالحة الآن وفي المستقبل ليست إلا تأدية لواجبك، الآن وفي
المستقبل، ولا تستطيع بحال أن تغفر خطايا الماضي.



كيف يمكن لعمل واجبك الآن وفي المستقبل أن
يزيل خطايا الماضي؟ حتى الأنبياء والقديسون يعجزون عن الصلاة لمنحك الغفران من
إلههم. فهم في النهاية بشر مثلنا تماما ً. ولهم ديونهم الواجب دفعها لإلههم، وذلك
لأنّ كل امرئ سيعطي حسابا ًعن نفسه أمام
يهوه الديّان العادل في يوم الحساب.



إن ّ يهوه يعلم أنّك لا تقدر على دفع دين
خطاياك، وهو يعلم أكثر من أي شخص آخر أنّ يوم الحساب وشيك وأنّه آت ٍ لا محالة؛ ولهذا تحنّن عليك، وأرسل لك
طريق النجاة. فكما أرسل المالك ابنَه إلى يوسف، كذلك أيضاً هيّأ يهوه شفيعا ً
يمثلك في يوم الدين كي يهبك الصفح والغفران. وهذا الشفيع مكتوب عنه: "لأَنَّهُ
يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ يهوه وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَهوشوه
الْمَسِيّا، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ..."
(1
تيموثاوس 2: 5، 6). فهلا أقبلت إليه الآن قابلاً أن يسدّ لك ديونك فتنال الصفح
والغفران من الخالق القدوس. أنت بحاجة قصوى إلى هكذا شفيع. للمزيد من الدراسة في
هذا الموضوع الهام الذي يتوقف عليه مصيرك الأبدي، .
تاج الياسمين
تاج الياسمين
المشرف العام
المشرف العام
عدد المساهمات : 8574
تاريخ التسجيل : 16/08/2010
الموقع : https://choob.yoo7.com

يوسف بن هاني Empty رد: يوسف بن هاني

الجمعة سبتمبر 09, 2011 4:30 pm
داائما مواضيعك تحمل هدف وعبرة اخي الكريم

مشكوور على مجهوداتك المميزة

تحيااتي
ياسمين 2
ياسمين 2
نائب المدير الاول
نائب المدير الاول
عدد المساهمات : 1672
تاريخ التسجيل : 01/05/2011

يوسف بن هاني Empty رد: يوسف بن هاني

الأربعاء سبتمبر 14, 2011 10:51 pm
مقتطفات تحمل في طياتها معاني للمسيرة هده الشخصية الراقية

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى