رمضا ن والشيطان

السبت يوليو 30, 2011 2:12 pm

كلنا نعرف أن الشياطين تسلسل أو تصفد

في شهر رمضان بأمر الله نرتاح ونتنفس

الصعداء إذ لم يعد داع للحذر والخوف من

الزلل والوسوسة فالدنيا صارت بخير وكلنا

بخير وكل عام ونحن بخير.

نتفرغ للعبادة والطهي نتزود منهما

وبالمصادفة العجيبة فشهر الصيام وهو

شهر الطعام أيضا ترق نفوسنا وتشف

أرواحناوإن اتخمت بطونناويكثر الخير

والعطاء وتزداد المحبة وتقوى صلة الرحم

والشياطين في سلاسلهم يتململون وتدمى

أرجلهم وأيديهم من حديد قيودهم يعدون

الايام والليالي كي ينطلقوا متابعين شيطنتهم

وأذاهم على عكس المؤمنين الذين يتمنون

دوام هذا الشهر الكريم للتزود من العبادة

وجمع الحسنات مدخرين اياها من خزائن

الرحمة ليوم موعده قريب.‏

هذه هي الصورة الحقيقية كما يجب أن تكون

في رمضان لكن مالنا نرى شجارا هنا وآخر

هناك حيث مشينا ونسمع سبا وقذفا وبذاءة

نرى المفطرين علنا (على عينك ياتاجر)

والادهى والامر ازدياد حالات النصب على

التجار والبائعين المتدينين منهم والذين

اطمئنوا لتصفيد الشياطين فخف حذرهم

وتحسبهم أو قد يكون الصيام قد أثر على

كبار السن منهم مما جعلهم صيدا سهلا

لمحترفين ينصبون على التاجر حسب

اختصاصه يكلمونه بلغته ويعقدون معه

الصفقات الوهمية ريثما يصحو ويكتشف أنه

نصب عليه وسرق ماله يكون النصاب قد

تبخر في زحمة الشوارع وقد يكون النصاب
امرأة يخالها محترمة فيأمن لها ويغض

طرفه فتدخل المحل وتقترب من درج النقود

وهو مطمئن كونها محترمة ليصحو بعد

فوات الاوان فيعرف أنها لم تكن محترمة بل

كانت نصابة خمس نجوم .‏

مامعنى هذا إذا كانت الشياطين مصفدة فمن

أين أتى هؤلاء بالشر والمعصية وهي

اختصاص الشياطين وجنوده .‏

هناك تفسيران للأمر لابد أن يكون أحدها هو

الصواب إما أن تكون الشياطين مصفدة فعلا

وأن هؤلاء الذين يمارسون الشيطنة في

رمضان هم من أصحاب النفوس الضعيفة

الايمان شياطينها الذين هم أصحابها

أنفسهم .‏

النفوس الأمارة بالسوء‏

والاحتمال الاخر هو ماقاله بعض علماء

الدين أن تصفيد الشياطين لايعني تصفيدا

ماديا بسلاسل من حديد بل أنه معنى مجازي

كالكثير من التعابير القرآنية والاحاديث

النبوية بل هذا معناها الظاهر والمعنى

الحقيقي أن التصفيد معنويا أي تعطيلهم عن

اتيان الشر في هذا الشهر الفضيل ومنعهم

من الوسوسة والسبب هو انصراف الناس

إلى العبادة صوما وصلاة حتى الذين

لايفعلون ذلك منهم في أيام أخرى أي أن

الناس عموما قد امتلأت قلوبهم بالايمان

واسماعهم بالقرآن والسنتهم بالذكر والدعاء

فاستعصى على الشياطين الدخول إليهم ( إلا

عبادك منهم المخلصين ) .‏

اذا ايماننا والتزامنا في شهر رمضان هو

الذي يصفد الشياطين بإذن الله وهذا التفسير

هو الاقرب للتصديق والدليل أن من صفد

شيطانه بالعبادة فقد أفلح ومن ترك نفسه

على هواها لازمه شيطانه حتى في شهر

رمضان والعياذ بالله .‏

وقد ذهب بعض الباحثين في علوم الدنيا

والدين ومنهم العالم م.د.ابراهيم الذي تكلم

عن تفريغ الكهرباء والطاقة بالصلاة والعالم

الجليل د.زغلول نجار قالوا أن دراسة طبقات

الجو في شهر رمضان اثبتت الابحاث أن لها

طبيعة خاصةلاتعيش فيها الشياطين

( شياطين الجن ) د.ابراهيم .‏

فهل تغيير طبقات الجو أو طبيعة الجو بأمر

الله تعالى ? ليسهل علينا أمر الباد كي نكثر

منها ليزيدنا ثوابا ? وهو الذي إن أراد شيئا

أن يقول له كن فيكون.‏

أم أن كثرة عبادة الناس وقراءاتهم للقرآن

وصومهم بشكل خاص في هذا الشهر بحكم

تعديلها لطاقة الجسم وذبذباته واجتماع

الناس في المساجد يشكل طاقة ايجابية قوية

نؤثرفي طبق1ات الجو فتغيرها وهذا أيضا

تتمة لكلام العلماء واستشهدوا على ذلك

بصلاة الاستسقاء التي يصليها الناس في

أيام الجفاف فينزل بها المطر بفعل ذبذبات

المصلين ودعائهم كله بأمر الله تعالى

وترتيبه وتسخيره لعوامل الطبيعة لخدمة

أغراضنا الدنيوية منها والدينية وإعطائه لنا

مفتاح سري وهو العبادة الصحيحة

والاخلاص .‏

تحياتي لكم