تحريم رسم ذوات الأرواح شرعاً

الثلاثاء مايو 17, 2011 8:21 pm

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

إخواني الكرام .... أخواتي الكريمات

إن
رسم ذوات الأرواح باليد سواء بقلم أو بريشة أو بحفر أو نحتٍ فهذا كله محرم
شرعاً بدلالة النصوص الصريحة الصحيحة الواضحة في هذا الأمر .

فإن هذه المسألة وهي رسم ذوات
الأرواح مما هو معلوم تحريمه بالضرورة من دين الإسلام ولا خلاف فيه ، فما
حجة من يفعل ذلك أمام الله يوم القيامة إذا لم يتب من هذا الأمر ويتلف ما
قام بتصويره ورسمه .

واقول للإخوة والأخوات إن الفن والرسم من أسمى الأمور وأرقهاوأجملها ، ولا يعارض أحد في ذلك ولكن لايجرنا ويدفعنا ذلك لارتكاب محرم أو محظور شرعي نندم عليه يوم القيامة بين يدي رب العالمين .

فقد روى البخاري
ومسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ
فَأَفْتِنِي فِيهَا ؟ فَقَالَ لَهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ ، يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ) .
وقَالَ ابن عباس : إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَاصْنَعْ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ .

وعن عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمرقة ( وسادة ) فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت فيوجهه الكراهية ، فقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال هذه النمرقة ؟ ) فقالت : اشتريتها لك تقعدعليها وتوسدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أصحاب هذه الصوريُعذّبون ، ويُقال لهم : أحيوا ما خلقتم ، ثم قال : إن البيت الذي فيه الصورلا تدخله الملائكة ) . رواه البخاري ومسلم .

وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الذين يصنعون الصور يُعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ماخلقتم ) .

فمن له طاقة بهذا إخواني أن يأتي يوم القيامة فيقال له : قم بإحياء ما رسمت في الدنيا ثم يعذب بها .

وعن عَبْد
اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ
اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ) رواه البخاري ومسلم .
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المصوّرين . كما عند البخاري .

قال الإمام النووي - رحمه الله - :قال أصحابنا وغيرهم من العلماء : تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم ، وهو من الكبائر ؛ لأنه متوعد عليه بهذاالوعيد الشديد المذكور في الأحاديث وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره فصنعته حرام بكلحال ، لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى وسواء ما كان في ثوب أو بساط أودرهم أو دينارأو فلس أو إناء أو غيرها ، وأما تصوير صورة الشجر ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام .

وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
"ما كان من ذلك
صورا لذوات الأرواح كالحشرات وسائر الأحياء فلا يجوز ، ولو كان رسماً على
السبورة والأوراق ، ولو كان القصد منه المساعدة على التعليم لعدم الضرورة
إليه ؛ لعموم الأدلة في ذلك ، وما لم يكن من ذوات الأرواح جاز رسمه للتعليم
وغيره" انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/685) .

وقال الشيخ ابن عثيمين :
"تصوير ذوات
الأرواح من إنسان أو غيره ، لا ريب في تحريمه ، وأنه من كبائر الذنوب ،
لثبوت لعن فاعله على لسان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وهذا ظاهر فيما إذا كان تمثالاً - أي مجسمًا - أو كان باليد" انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (2/288) .

- أماالصورالفوتغرافية التي عن طريق الكاميراالفوتغرافية فهذه فيها خلاف بين أهل العلم/
[size=21]1- فمن العلماء من أجازها واعتبرها عبارة عن عملية طبع ونسخ للصورة الحقيقية فمحمد الذي في الحقيقة هو محمد الذي في الصورةالفوتغرافية بدون زيادة أو نقصان أو مضاهئةٍ لخلق الله من قِبلِ المُصور ، فقالوا - أي المجيزين - أنها عملية عكس للصورة فقط فعلى هذا هي جائزة - وهذا ما عليه الأكثر من أهل العلم ، ولكن يشترط عدم تعليقها أو تعظيمها وبروزتها على الجدران .

2- وأماالقول الآخر فيرى تحريم صور ذوات الأرواح على الإطلاق سواء كانت باليد ( رسماً أونحتاً أو حفراً أو تجسيماً ) أو كانت فوتغرافية ‘ فهذا الفريق من العلماء يرى تحريم الصورالفوتغرافية أيضاً إلا ما عمت به البلوى أو دعت له الضرورة كصور الجواز أو البطاقة ونحوها ،ومنهم وعلى رأسهم الإمام سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - وغيره من العلماء .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وجعل عملنا وعملكم في رضاه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[/size]