- abfelhamid10الاعضاء
- عدد المساهمات : 5055
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
من مظا لم النا س
السبت مايو 14, 2011 6:18 am
يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
''اتّقوا الظلم فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة'' رواه مسلم. لقد بلّغ
النّبيّ أمّته وأدّى إليهم رسالته، وحذّرهم من كلّ شرّ علمه، ودلّهم على
كلّ خير عرفه، فحذّر من الظلم الأكبر الّذي لا يغفره الله عزّ وجلّ ولا
يقبل من صاحبه عذرًا، وهو ظلم العبد نفسه بالكفر والإشراك بالله سبحانه،
ولا يغفر الله هذا الذنب إلاّ بالتوحيد والإيمان به سبحانه.
حذّر
النبي من الظلم الأصغر ممّا هو دون الشرك، وهو نوعان: ظلم النفس بالمعاصي
فيما بينها وبين الله عزّ وجلّ، وظلم النفس بمظالم العباد والتعدي على
حقوقهم. أمّا ظلم العبد نفسه بما هو دون الشرك، فإنه يكون بمعصية الله
والخروج عن طاعته؛ لأن حق الله تعالى على عباده أن يعبدوه ويوحدوه، ويطيعوه
ولا يعصوه، ويشكروه ولا يكفروه. فإذا خالفوا ذلك، كانوا من الظالمين. قال
الله تعالى: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ}، وقال: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ
اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه}؛ أي: أساء إليها، وذلك بتعريضها لسخط الله
تعالى ومقته، وأخذه وسطوته.
والله عزّ وجلّ فرض فرائض وأمر بعدم
تضييعها، وحدّ حدودًا ونهى عن تجاوزها، كما حرّم أشياء لم يأذن في
انتهاكها. وقد أرسل الرسل لبيان ذلك، فأقام الحجة على عباده، فمَن اعتدى
بعد ذلك، فله عذاب أليم، ومن امتثـل، فله ثـواب جزيل، فهو سبحانه ملك
السّماوات والأرض وما فيهن، قال عزّ وجلّ: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}،
وقال سبحانه: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ}. فلما كان الخلق بأمره وإذنه، فإن الحُكم بيده سُبحانه،
يحكم بما شاء، لا يُسأل عمّا يفعل وغيره يُسألون، يأمر فيُجاب، ويَنهى
فيُطاع، ويُحب أن يُطاع ويَكرهُ أن يُعصى. وأفعال الله تعالى دائرة بين
العدل والإحسان، حرّم الظلم على نفسه فلا يظلم عباده شيئًا. فإذا عامل
عباده بالعدل، فإن مَن ضيّع الفرائض وتجاوز الحدود وانتهك الحرمات، استحق
العقاب، فالجزاء من جنس العمل، وليس من العدل أن لا يُعاقب العاصي، وليس من
الإحسان أن يُكرّم المسيء. قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ
مِثْـلُهَا}، وقال: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى الَّذِينَ
عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. فمن العدل أن
يُعاقِب الظالم والمُعتدي، ومن العدل أن يُجازي الطائع المُمتثـل. ولمّا
كان الله تعالى ذا فضل على النّاس، فإنه يُعامل الطائع المُحسن بإحسان
أكبر، ويُجازيهم بفضل أعظم، كما قال سُبحانه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ
فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَـالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى
إِلَّا مِثْـلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.
والله تعالى غني عن عباده،
لا تنفعه طاعة المطيعين، ولا تضرُّه معصية العاصين، إنما ينفعون أنفسهم أو
يضرونها، قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ
أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكُ بِظَلاَّمٍ للعبيد}، وقال سبحانه:
{وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ
عَنِ العَالَمِينَ}. وفي الحديث القدسي: ''يَا عِبَادِي؛ إِنَّكُمْ لَنْ
تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي
فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي؛ لو أنّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ
مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي؛ لو أنّ
أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ
قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا
عِبَادِي؛ لو أنّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ
قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ
مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ
الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي؛ إِنَّمَا هِيَ
أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُـمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ
وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ
يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ'' رواه مسلم.
إذا، الحذر الحذر من أن يظلم
المسلم نفسه بمعصية الله، بأن يُضيّع الواجبات من الصّلاة والزكاة والصوم
والحج لمَن استطاع إليه سبيلاً، أو يتعدّى أحكام الله وشرائعه؛ أو ينتهك
المُحرّمات؛ فإنه إن فعل، فإنّما يُثـقل ميزان سيّئاته، ويُحمّل نفسه ما لا
تطيق، ويُعرّضها لعذاب أليم لا طاقة لإنسان في دفعه أو ردّه، إلاّ أن يرحم
الله عبده، أو يشفع له شفيع يوم القيامة، فهذا النوع من الظلم ممّا يقبل
العفو من الله عزّ وجلّ بفضله ومنّه؛ لكن صاحبه لا يسلم قبل عفو الله من
عذاب القبر، أو أهوال القيامة، وليس له أيّ ضمان في صفح الله وعفوه، ومن ذا
الّذي يقطع بمغفرة الله عزّ وجلّ؟ ومن ذا الّذي يطيق، ولو لحظة واحدة، في
نار جهنّم؟
- تاج الياسمينالمشرف العام
- عدد المساهمات : 8574
تاريخ التسجيل : 16/08/2010
الموقع : https://choob.yoo7.com
رد: من مظا لم النا س
السبت مايو 14, 2011 5:05 pm
بارك الله فيك اخ حميد على الموضوع القيم والمفيد
مشكور على المجهود اخي
تحيااتي
مشكور على المجهود اخي
تحيااتي
- abfelhamid10الاعضاء
- عدد المساهمات : 5055
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
رد: من مظا لم النا س
السبت مايو 14, 2011 5:07 pm
العفووووووووووووووووووووو اختي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى