- abfelhamid10الاعضاء
- عدد المساهمات : 5055
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
ل تصدق يا آبي ان الرجال يبكون؟!!
الإثنين أبريل 04, 2011 10:38 am
الرجال, بصدق, يبكون؟!!
منذ أن اخبرني أبي أن الرجال لا يبكون صدقته فمات عمر جارنا الحبيب ولم ابكي ومات وائل صديق الطفولة
ورفيق الدرب ووليف الروح وأيضا لم ابكي يومها إنصدم الجميع كيف أني لم ابكي
وائل أكثر من صدمتهم بفقدانه ذلك لأنهم يدركون تماما ماذا كان يعني لي
وائل وكانوا يدركون أيضا ماذا يعني أن استيقظ في الغد ولا أجد رقم وائل في
الصادر والوارد. لم يكن وائل بالنسبة لي صديقا والسلام.. كان يعرف كيف
يقلب الحزن فرح والزعل رضا والغضب سكون وائل كان شخصي الأول والأخير دوما
كان بقربي ودوما كان أخي يجد لي في كل مشكلة ألف مخرج كان مبتسم دائما حتى
في قمة الألم. ليلتها لم أتقبل فكرة انه رحل كيف يرحل دون أن احضنه أو
على الأقل دون أن أودعه كانت ألف سنه لن تكفي لان تهيئني لفقدان وائل فكيف
يرحل بين ليلة وضحاها رفضت فقداني ل وائل ورفضت حتى أن احضر إلى المقبرة
منذ أن اخبروني برحيله ركبت سيارتي وأنا اجهل الطريق لم أكن أرى سوى سراب
وائل فتبعته ولكن هيهات أن أدركه ورغم ذلك لم أتقبل رحيله الجميع من حولي
نصحوني بالبكاء لأفرق ما بداخلي من صدمات تحدثوا معي بلغة الطبيب النفسي
ولغة المقربين ولغة الأحباب ولكن لم افهم أيٌ منها حدثوني بالكثير وقصوا
عليّ آلاف القصص عن الموت وأنها سنة الحياة وان كل من عليها فانٍ وفي كل
مرة كنت أجيبهم: ولكنه وائل ألا تفهمون؟ من رحل ليس وائل الذي تظنون أنكم
تعرفونه ولكنه وائل الذي اعرفه أنا.. كم هو صعب أن يفهم الآخرين عمق ألمك
وحزنك وكم هو مؤلم أن تكون رغبتك في رؤيتهم وعودتهم من جديد إلى عالمك هي
رغبة في دائرة الجنون واللامعقول وحده أبي لم يطلب مني أن ابكي لأنه يعرف
تماما وقع تلك الكلمات في نفسي وحده أبي من فهم انحباس دمعي حتى أنا كنت
اتوسلني لأبكي ولكن شيئا بداخلي يمنعني من البكاء فانا منذ زمن بعيد لم
ابكي كم أكلت ضربات وعلقات من عصا أبي ولكن لم ابكي كنت أحارب دموعي ف عار
أن يبكي الرجل...
مرت سنتين وأكثر
والوقت لا يرحم وأنا لم استوعب رحيل وائل ولم أكن أرضى بان يقترن ذكره
بالموت كان موجودا بقربي في كل لحظه.. له بصمة في كل التفاصيل وله همسة في
كل الجروح وله بسمة في كل الأفراح وله دمعه في كل الأحزان فكيف يطلبون
مني أن اصدق انه رحل؟ كيف يطلبون مني أن ابكيه وهو هنا بجانب القلب
والروح؟ لو عرفتم وائل ستعرفون انه اكبر من النسيان وأعظم من أن يوارى
ذكره الثرى ورغم ذلك لم ابكيه إلى أن جاءت تلك الليلة عندما وجدت نفسي اتصل
برقمه مع كل دقة ورنه كنت منتظرا صوته بلهفه مؤلمه إلى حد الدموع شيئا ما
أيقظ فيني طفل العشر سنوات وجدت نفسي ابكي بحرقة موجعه إلى حد الشهقات
كيف لتلك الدموع أن تخون رجولتي كيف لها أن تُذرف بلا سابق إنذار وكيف وصل
بي جنون الشوق إلى ذلك الحد؟.. نعم كان وائل أعظم من دموعي كان أغلى منها
وسيظل الأجدر بها..بكيته وزاد ألمي أني بكيت معه كل من سرقهم الموت مني
حتى خُيل إلي أني بكيت كل من هم تحت القبور حتى من لا يهمني أمرهم لا ادري
لعلها لذة الدموع والتي حُرمت منها طويلا. بعد تلك الليلة اختلفت عندي
معاني كثيرة كالخشوع مثلا في السابق كنت اخشع بقلبي ولكن الآن اختلفت عندي
تلك اللذة أدركت أن للخشوع لذة ومعنى آخر تماما عرفت انه أن اخشع فذلك
يعني أن ابكي بقلبي واتبعها بدمع عيني فكما تُطهر خشية الله القلوب أيضا
الدمع يطهر العيون اكتسبت عيناي رونقا وبريق غاب عنها زمنا طويلا أصبحت
أرى الأشياء بأبعاد أجمل وأكثر تفاؤل وعرفت أن هناك أشخاص ومعاني اكبر من
أن ابخل عليها بدمع عيني.
في صباح اليوم
التالي زرت قبره لا تتصورن كم هو مؤلم أن ترى عزيز عليك واقرب لك من
الأنفاس يمسي تحت التراب تكلمه ولا يرد تشكي له الم الفراق ومرارة الأيام
وظلم الموت وظلمة الليالي وهموم الحياة تضحك له تارة وتبكي ألف ولكن لا
حياة لمن تنادي هناك فقط بإمكانك أن تصدق أنهم رحلوا إلى الأبد هناك فقط
ستدرك انه ليس بيدك شئ غير الترحم عليهم والدعاء لهم وهناك ستؤلمك
الذكريات أكثر من أي لحظة عند تلك الزاوية فقط أدركت أن وائل
مااااااااااات وكم كانت مؤلمة تلك الحقيقة بكيته كثيرا وطلبت منه أن
يسامحني لأني تغيبت عنه كل تلك الفترة ولكني اعرف تماما انه سيسامحني فانا
لم أعهده إلا مسامحا كريما طيب..بصدق أقولها لكم أن وائل كان أعظم من أن
يجتمع في شخص واحد بدليل أني كنت يوما مع أصدقائي المقربين فطلبوا أن
اخبرهم بأجمل صفة في كل واحد منهم فوجدتني اصف كل واحد منهم بصفة كان وائل
يتميز بها منهم المتسامح ومنهم الحليم ومنهم الحنون ومنهم الخلوق تساءلت
يومها هل كنت ابحث فيهم عن روح وائل؟ أم أنها رحمة الله يأخذ منا شئ
ويعطينا أشياء؟
قابلت أبي وسألته هل تصدق أن الرجال يبكون؟! فأجابني: نعم وما أصعبها من دموع ,,بالحيل صعبه,,
مخرج[[
إذا رزقكم الله
بأبناء فاخبروهم أن الرجال يبكون ولكن علموهم متى يجب أن تُذرف تلك الدموع
حرام أن تحرموهم تلك النعمة فشئتم أم أبيتم سيعرفون وأخشى أن يدركون ذلك
متأخرا..
رحم الله وائل وكل أموات المسلمين,,,
- sad smileالمراقب العام
- عدد المساهمات : 4405
تاريخ التسجيل : 13/01/2011
الموقع : في دار بابا
رد: ل تصدق يا آبي ان الرجال يبكون؟!!
الإثنين أبريل 04, 2011 4:38 pm
اولا رحم الله وائل
بصراحة موضوع رووووووووعة و مؤثر
دائما مبدع فمواضيعك تعجبني كثيراا
تحياتي
بصراحة موضوع رووووووووعة و مؤثر
دائما مبدع فمواضيعك تعجبني كثيراا
تحياتي
- abfelhamid10الاعضاء
- عدد المساهمات : 5055
تاريخ التسجيل : 24/01/2011
رد: ل تصدق يا آبي ان الرجال يبكون؟!!
الإثنين أبريل 04, 2011 5:30 pm
العفووووووووووووووووو اختي عفاااااااااااااااااا ف تحيا تي الخالصة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى