هل هناك علا قة بين القلب والحب؟

[size=12]




مع تطور العلم .. أصبح باستطاعة الإنسان زرع أغلب أعضاء جسمه .. إنظلاقا من أسنان بيضاء

ناصعة تحل مكان الأولى الصفراء المتعفنة ، مرورا بجلد نقي صاف مكان المحروق المجعد ،

وصولا إلى شعر مختلف الألوان يتطاير هنا و هناك بدلا من ذاك الذي تساقط بفعل عوامل العمر

و التعرية التي تعرض لها منذ أيام الشباب ...

و كما تجح العلم في زرع الأعضاء ن نجح أيضا في نقل قلب سليم مكان قلب عليك أوشك على

عدم سماع دقاته و تعثر في آداء وظيفته على الوجه المطلوب ...

كل عضو في ذات الإنسان أصبح العلن الحديث قادرا على استنساخه و بالتالي زرعه في ذات

الإنسان . باستثناء الحب ، الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال زرعه أو نقله من قلب إلى آخر

يريد امتلاكه ، أو أحب صاحبه أو أعجب به .

ذلك لأن الحب شعور و إحساس لا يستجيب لأوامر كن فيكون ، لأنه أعمق من ذلك بكثير ...

و الحب لا يستأصل من قلب ويزرع في آخر إلا برضا و قناعة صاحبه ، و رغبته قبل كل شيء .

فالأم حينما تحب طفلها ذاك لأنه قطعة منها و فلذة كبدها ، و الطفل حين أحب أمه لأنها أول

بنات حواء التي أحببت ، و الزوج لما أحب زوجته لأنه رأى فيها كل حياته ووجدانه ، و الزوجة

حين أحبت زوجها ، فلأنها لمست فيه سندها و غطاءا لها ، و لكرامتها و عزتها ...

فمن الخطأ أن نجبر الآخرين على حبنا بل علينا أن نمرر لهم طلبنا عبر أسلوب لا يشعرون فيه

بأننا نفرض عليهم شيء ...

فالحب يسري شيئا فشيئا ، و بالتقسيط المريح من دون أن يرهق أو يتعب أحد .

ومن نعم الله تعالى أنه تكرم علينا بفيض لا حدود له من الحب نمنحه من نريد و نحرم منه من لا

نطيقه أو من لا نهضمه .