لا خلاف على أن فهم ما يدور بداخلنا مشكلة كبيرة

لا خلاف على أن فهم ما يدور بداخلنا مشكلة كبيرة. فنحن
نعيش بداخل عقولنا، وحولنا أفكار ومشاعر لا حصر لها. نعم في المدرسة لم
يحاول أحد تعليمنا كيفية التعامل مع كل هذا، ولكننا الآن في مرحلة لابد وأن
نكون فيها إيجابيين تجاه المشاكل الشخصية التي نتعرض لها. وهذا يعني
المقدرة على الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما الذي أقوم به؟
2- ما الذي أفكر فيه؟
3- ما الذي أشعر به؟
وعندما نتعرض لمشكلة ما، لابد وأن نفكر في هذه الأسئلة قبل المشكلة وفي أثنائها وبعدها؟
ليس هناك فرد على وجه الأرض يحب أن يتألم. ولذا فجميعنا يحاول أن يتعلم
الطريقة التي يحمي بها نفسه من الألم النفسي، تماماً مثل ردود الأفعال
المنعكسة التي تحمينا من كل ما قد يسبب لنا ألماً بدنياً، مثل الحرارة
الزائدة. وعملية التعلم تلك تبدأ منذ الصغر حين نفضل التعبير عن آلامنا
بصراحة بدلاً من اختزانها بداخلنا. ولكن سيجموند فرويد كان أول من أكد على
أن مرحلة البلوغ هي التي تشهد بداية استخدام أسلحة من نوع خاص نحمي بها
أنفسنا من الألم أو ما يعرف بـ "آليات الدفاع الذاتي"، ذلك الألم المدفون
في ماضينا ويخرج علينا بين الحين والآخر في شكل شئ آخر من حاضرنا الذي لا
نحبه ولا نتقبله. —