تراجع مخيف في احتياطات مياه السدود بتلمسان

سببه تأخر التهاطلات المطرية خلال موسم الشتاء الحالي
تراجع مخيف في احتياطات مياه السدود بتلمسان
شـقرون عبـدالقـادر
أكدت ذات الهيئة المختصة في مراقبة ومتابعة كل ما تعلق بالمياه لا سيما السطحية منها أن الحجم الإجمالي لهذه المياه لا يتجاوز في الفترة الحالية 270 مليون متر مكعب وهو أدنى معدل له مسجل في مثل هذه الفترة وذلكخلال السنوات الأخيرة والتي اعتادت فيها هذه السدود تسجيل حجم يقارب 400 مليون متر مكعب.
وما يؤكد صحة تقارير ذات الوكالة أن سد المفروش يحتوي حاليا على كمية وصلت إلى 7 ملايين و840 ألف متر مكعب، وهي حجم قليل مقارنة بطاقة استيعابه التي تقارب 30 مليون متر مكعب، وإذا ما تواصل الأمر هكذا فإن هذا السد الذي يعتبر الممول الرئيسي لمدينة تلمسان وضواحيها بالمياه الشروب قد يقلص من حجم ضخه اليومي من المياه إلى سكان مدينة تلمسان وعدة بلديات أخرى مجاورة لها على غرار شتوان، المنصورة وعين فزة، ولا يختلف الأمر بالنسبة لسد بوغرارة الذي يعتبر واحدا من أكبر سدود الجزائروالذي تقلص احتياطي المياه المخزنة به ليصل إلى 133 مليون و920 ألف متر مكعب.
ورغم أن هذا الحجم يعتبر هاما، إلا أنه ضئيلا بالنظر لطاقة الاستيعاب التي أنجز على أساسها وبالنظر أيضا لأهمية السد في تزويد معظم جهات غرب تلمسان لاسيما مغنية التي يبلغ تعداد سكانها 160 ألف نسمة وندرومة والغزوات بالمياه ناهيك على أنه الممول الأول لولاية عين تموشنت بالمياه أيضا انطلاقا من محطة دزيوة.
أما سد سيدي العبدلي والذي يصنف ضمن قائمة أقدم سدود الولاية والأهم على الإطلاق بالجهة الشرقية من تلمسان والممول الرئيسي لأهم التجمعات السكانية بالجهة وفي مقدمتها أولاد ميمون وبن سكران وعين تالوت، فلا يتعدى الاحتياطي به سعة 71 مليونا و940 ألف متر مكعب وتزداد أهميته أيضا بأنه يمول أيضا العديد من مناطق ولاية سيدي بلعباس المجاورة، شأنه في ذلك شأن سد بني بهدل الموجود بمنطقة سبدو جنوب الولاية والذي ظل ومازال منذ الاستلال الممول الرئيسي لولاية وهران بالمياه الشروب والذي تقلصت الكمية المخزنة به لتستقر عند 35 مليونا و720 ألف متر مكعب وهو ما يهدد أيضا تزويد ساكنة المناطق الجنوبية والسهبية من تلمسان، خاصة وأن هذه المناطق مصنفة ضمن الجهات الفلاحية والرعوية.
و من جانب آخر،فقد أرجع قسم الدراسات والبحوث المائية التابع للوكالة أسباب التراجع الغير منتظر والمخيف لاحتياطي المياه في مختلف سدود ولاية تلمسان إلى تأخر التهاطلات المطرية وشح المغياثية خلال موسم الشتاء الحالي والتي لم تعرف تلمسان سوى بعض المليمترات من الأمطار طيلة موسم الشتاء الذي يوشك على الانقضاء، وكذا عدم سقوط الثلوج على تراب الولاية لأول مرة منذ عشرات السنين، وصاحبها في ذلك تزايد الاستهلاك في المياه والتي وصلت خلال السنتين الأخيرتين إلى أقصى معدلاتها خاصة من طرف المؤسسات والشركات الصناعية وأيضا السكان،ناهيك على إقدام العديد من الفلاحين على استعمال المضخات والمحركات لضخ كميات معتبرة من المياه لسقي أراضيهم الفلاحية رغم أن ذلك ممنوعا، كما سيؤثر الوضع حسب تقرير ذات الوكالة التي تصنف ولاية تلمسان في المراكز الأولى والمتقدمة في الجهة الغربية من الوطن من حيث الموارد المائية السطحية والجوفية ومصنفة من الحكومة الجزائرية كمنطقة مكتفية ذاتيا من حيث الموارد المائية، وتعتبر بذلك تلمسان ثاني ولاية في الجزائر من حيث عدد السدود بعد ولاية عين الدفلى التي بها ستة سدود.ويوجد على تراب تلمسان حاليا خمسة سدود هذا وإن استمر الوضع على حاله إلى بضعة أسابيع أخرى فسيؤثر على المحصول الفلاحي لا سيما إنتاج الحبوب والخضروات الموسمية والفواكه.

شكرا على الموضوع

شكرا على الموضوع