تفسير الشهادتين

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي خلق الجنة وجعل مفتاحها لا إله إلا الله , احمده سبحانه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له , شهادة مخلص فيها موقن بها وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , جدد ما أندرس من معالمها ومع ذ اك قال له ربه (فاعلم أنه لا إله إالا الله ) فصدع بها ونادى ووالى عليها وعادى وقال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لاإله إلا الله , فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)
دعا إلى هذه الكلمة عشر سنين ولم يدع قبلها إلى زكاة ولا صيام ولا حج ولا عمرة إلى بيت الله الحرام , اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه , الذين جاهدوا من امتنع من قولها , أوصد عنها و نقضها.
أما بعد.............
سنتكلم في هذا البحث عن موضوع في غاية الأهمية في حياة المسلم ألا وهو الشهادتين وسيتضمن المباحث التالية:
1- معناهما, 2- أركانهما, 3 -شروطهما , 4- مقتضاهما , 5- نوا قضهما.

أولاً: معنى الشهادتين:
1-معنى شهادة ألا إله إلا الله:
الاعتقاد والإقرار أنه لايستحق العبادة إلا الله والتزام ذلك والعمل به.(فلا إله إله) نفي لاستحقاق من سوى الله للعبادة كائناً من كان , (إلا الله)إثبات لاستحقاق الله وحده للعبادة.
ومعنى هذا إجمالا :
لا معبود بحق إلا الله.وقد فسرت هذه الكلمة بتفسيرات باطلة أو ناقصة ومنها
أ‌) لا معبود إلا الله . وهذا باطل لأن معناه أن كل معبود بحق أو باطل هو الله.
ب‌) لا خالق إلا الله وهذا جزء من معنى هذه الكلمة لأنه لا يثبت إلا توحيد الربوبية , وهذا لايكفي فهو توحيد المشركين.
ت‌) لا حاكمية الا الله, وهذا ايضاً جزء من معناها ولكن ليس هو المقصود.
فكل هذه التفاسير باطلة أو ناقصةوإنما نبهنا عليها لإنها توجد في بعض الكتب المتداولة0
والتفسير الصحيح لهذه الكلمة عند السلف والمحقيقين أن يقال (لامعبود بحق الله)
2-معنى شهادة أن محمد رسول الله:
هو اللأعتراف باطناً وظاهراً عبد الله رسولة إلى الناس كافة والعمل بمقتضى ذلك من طاعتة فيما أمر وتصديقة فيما
أخبر واجتناب ما نهى عنة وزجر وإلا يعبد الله الابما يشرع0



ثانياً:اركان الشهادتين :
1-لاإلة الااله :بها ركنان هما :النفي والأثبات :
الركن الأول :النفي :لاإلة ؛ يبطل الشرك بجميع أنواعة ويوجب الكفر بكل مايعبد من دون الله 0
الركن الثاني : الأثبات :إلاالله يثبت أنة لا يستحق العبادة إلا الله ويوجد العمل بذلك وقد ورد هذا المعنى في كثير من
الأيات مثل قولة تعالى( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)
فقوله " فمن يكفر بالطاغوت" هو معنى الركن الأول(لاإله) وقوله"ويؤمن بالله"معنى الركن الثاني(إلا الله)

2- شهادة أن محمداً رسول الله أيضاً لها ركنان هما قولنا : عبده ورسوله وهما ينفيان الإفراط والتفريط في حقه صلى الله عليه وسلم فهو عبد الله ورسوله وهو أكمل الخلق في هاتين الصفتين الشريفتين.
ومعنى العبد: المملوك العابد أي بشر مخلوق مما خلق منه االبشر يجري عليه مايجري عليهم.





ثالثاً:شروط الشهادتين:
1- شروط لاإله الا الله:هناك سبعة ل (شهادة ألا إله إلا الله)لاتنفع قائلها إلا بها فهي على سبيل الإجمال:
الأول: العلم المنافي للجهل ,قال تعالى " إلا من شهد بالحق وهم يعلمون"
الثاني: اليقين المنافي للشك ,قال تعالى" إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابو".
الثالث:القبول المنافي للرد ,قال تعالى " إنهم كانو إذا قيل لهم لاإله إلا الله يستكبرون*ويقولون أءنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون"
الرابع الإنقياد المنافي للترك, قال تعالى " ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "فالعروة الوثقى هي (لا إله إلا الله)
الخامس:الصدق المنافي للكذب , قال تعالى:"ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله الذين ءآمنوا"
السادس: الإخلاص المنافي للشرك في الحديث " أن الله حرم على النار من قال لاإله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله"
السابع: المحبة المنافية لضدها وهي البغضاء قال تعالى "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ًيحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله"

2- شروط شهادة أن محمداً رسول الله:
الآول:الإعتراف برسالته واعتقادها في القلب
الثاني: النطق بذلك والإعتراف به ظاهراً وباطناً
الثالث: المتابعة له ,بأن يعمل بما جاء بهمن الحق ويترك ما نهى عنه من الباطل.
الرابع: تصديقه فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلية.
الخامس:محبته أشد من محبة النفس والمال والولد والناس أجمعين.
السادس:تقديم قوله على قول كل أحد, والعمل بسنته ظاهراً وباطناً.


رابعاً: مقتضى الشهادتين:
1- مقتضى شهادة ألا إله إلا الله / ترك عبادة ماسوى الله من جميع المعبودات , المدلول عليها بالنفي وهو قولنا (لاإله) .وعبادة الله وحده لا شريك له , والمدلول عليها بالإثبات وهو قولنا (إلا الله).

2- مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته وتصديقه وترك مانهى عنه والإقتصار على العمل بسنته , وترك ما عداها من البدع والمحدثات , وتقديم قوله على قول كل أحد.














خامساً: نواقض الشهادتين:
ونواقض الإسلام كثيرة قد عقد لها الفقهاء في كتب الفقه باباً خاصاً أسموه (باب الردة), وأهمها عشرةنواقض ذكرها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في قوله:
1- الشرك في عبادة الله : قال تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
2- من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فإنه يكفر إجماعاً
3- من لم يكفر المشركين ومن شك في كفرهم أو صحح مذهبهم ؛كفر
4- من اعتقد ان هدى غير النبي صلى الله علية وسلم أكمل من هديه ؛أو أن حكم غيرة احسن من حكمة كالذين يفضلون
حكم الطواغيت على حكم الرسول صلى الله علية وسلم ويفضلون حكم القوانين على حكم الأسلام
5- من أبغ شيئاً مما جاء بة الرسول صلى الله علية وسلم ولو عمل بة كفر
6- من استهزأبشئ من دين الرسول أو ثوابة أوعقابة؛كفر والدليل على ذلك "قل أبالله ورسولة كنتم تستهزءون*لا
تعتذروا قد كفرتم بعد أيمانكم"
7- السحر ومنه الصرف والعطف (لعله يقصد به عمل مايصرف الرجل عن زوجته , أو ما يحببها إليه) فمن فعله أو رضي به كفر , والدليل قوله تعالى "وما يعلمون من احد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر".
8- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدي القوم الظالمين".
9- من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج على شريعة موسى عليه السلام ,فهو كافر وها كما يعتقده غلاة الصوفية أنهم يصلون إلى درجة لا يحتاجون معها إلى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
10- الإعراض عن دين الله , لايتعلمه ولا يعمل به, والدليل قوله تعالى " والذين كفروا عما أنذروا معرضون" و "ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون".
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لافرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره .وكلها من أعظم ما يكون خطراً و أكثر ما يكون وقوعاً فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه ونعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه)

merciiiiiiiiiiiii

جزاك الله كل الخير