احبائي .. حامي الحمى.. من يحميه..؟!

السبت أكتوبر 16, 2010 1:58 pm

اخي القارئ.. اعتقد ان فاقد الشيء لايعطيه ..ظهرت بادرة صحية في مجتمعنا ..الا وهي هيئة حقوق الانسان ..ونحن وكما تعلمون كنا وما زلنا احوج ما نكون الى مثل هذه الهيئة.. التي هي من توصل صوت المواطن الى ولاة الامر دون الحاجة الى الدوائر الحكومية .. وهي الهيئة المعنية ايضا بجلب حق المواطن دون الحاجة الى الدوائر الحكومية .. وكنت ومازلت سعيدا بانشاء هذه الهيئة الموقرة .. ولكن واثناء حضوري مناسبة اجتماعية ..دار حوار استعار اهتمامي ووجدت من دون ان اشعر ان اذني تنساق اليه ..وكانت بدايته تاكيد صدق المثل الشعبي الذي يقول المثل الشعبي المصري: (باب النجار مخلع).. ويقول المثل العربي: (طبيب يداوي الناس وهو عليل) ..أما المثل الشعبي المحلي فيقول: (يا مغسل الموتى من يغسلك..؟), والأمثال الثلاثة تتحدث عن صاحب المهنة الذي يعجز عن خدمة نفسه ..في الوقت الذي يدعي فيه قدرته على خدمة الآخرين ..
ورغم تشابه الأمثال الثلاثة في النتيجة ..إلا أنها مختلفة في الأسباب ..فالنجار لم يصلح بابه لأنه كسول.. أما الطبيب فإنه لا يستطيع منع المرض من التسلل إلى جسده لأن المرض قضاء وقدر ..بينما لا يجد مغسل الموتى من يغسله بعد موته.. لأنه الوحيد الذي يمكن أن يقوم بهذه المهمة . .وهيئة حقوق الإنسان التي تستقبل شكاوى المواطنين وتحاول متابعة المظالم التي يتعرضون لها... هي في أول الأمر وآخره مؤسسة تعتمد على جهاز إداري يتكون من عشرات الموظفين, فماذا لو تعرض هؤلاء الموظفون إلى ظروف وظيفية صعبة وتم هضم حقوقهم..؟, إلى من سيتوجه هؤلاء بالشكوى..؟ ومن سيتابع قضيتهم بعد أن دخلوا في متاهة أبي الطيب المتنبي: (فيك الخصام ..وأنت الخصم والحكم )..! . .الحوار دار..يقول عدد من موظفي الهيئة: إنهم يعملون منذ سنوات بمكافآت مقطوعة دون عقود.. ودون أي ميزات وظيفية.. بل إنهم لم يلحقوا ببرنامج التأمينات الاجتماعية إلا منذ فترة قصيرة جدا ..وليست لديهم أي حقوق في الوقت الذي يتحتم فيه عليهم الدفاع عن حقوق الناس . .ورغم أن أول بند في حقوق الإنسان هو (المساواة).. فإن هؤلاء الموظفين يعانون من التفرقة بينهم وبين أعضاء ومستشاري الهيئة.. فحتى حين يسافرون في وفد رسمي للمشاركة في مؤتمرات حقوق الإنسان الدولية والتي غالبا ما تعقد في الدول الأوروبية.. فإن أعضاء ومستشاري الهيئة يقيمون في أفخم الفنادق ويتمتعون بجميع الميزات, أما هؤلاء الموظفون الأشقياء فأنهم يتقاضون انتدابا لا يتجاوز 360 ريالا في اليوم ( ودبر نفسك ) وهو مبلغ لا يمكن أن يكون كافيا للأكل والمواصلات والسكن في عواصم أوروبا إلا إذا قرر هذا الموظف المبيت في حديقة عامة . .لذلك كله فإن الآمال معقودةعلى المسؤلين عن هيئة حقوق الإنسان لإصلاح الكادر الوظيفي في الهيئة ..وإنصاف هؤلاء الموظفين ..كي يكون بإمكانهم الدفاع عن حقوقنا.. ! . .هذا ما وددت اشراككم معي فيه ووضعكم في الصورة... ودمتم في حفظ الرحمن...